أكبر الجرائم هو الإساءة إلى الأبوين

أيربي الرجل كلبا فيقي له؟ ويحسن إلى الحمار فلا يرفسه؟ ويلقي لقمة إلى قط فيعرفه من بعد فلا يعضه؟ ويفني الأبوان نفسيهما، ويبذلان للولد روحيهما، فيعرض عنهما، أو يعدو عليهما.

      ليس الضروري أن كل ما يقول المجتمع شيئا يكون على الصواب، ويكون مبنيا على الحقيقة، بل في كثير من الأحيان يكون خلاف الواقع أيضا، فمن تلك الأمور التي اعتبرها " لا شيئ" ، وإن اعتبرها فاعتبرها أمرا بسيطا وشيئا لا قيمة له، إساءة الأبوين...

      إن شاب زماننا قد يظن أن الأبوين ليسا مهمين في حياته، ولا عجب فيما يقوله، وذلك لأنه أخذ هذه الفكرة من المجتمع الذي هو فرد من أفراده، فإن مجتمعنا اليوم يعتبر إساءة الولد إلى الأبوين شيئا بسيطا، فنتيجة بدأ كل فرد من أفراده يأخذ نفس الفكر، ويطبقها على نفسه، ظنا أنهما بعد ما كبرا ليسا مهمين في حياته، ونسي ما قدم إليه أبواه عند ما كان صغيرا.

      نعم، إنه هو الأب الوحيد الذي يكد ليريح ولده، ويشقى ليسعده، لا يعمل إلا له، ولا يجمع المال إلا ليغنيه...

      ويرقبه هو الأم ، فلا يزيد عمره يوما حتى ينقص عمرهما شهرا، ولا يدنو من الشباب حتى يبتعدا عن الشباب، ولا يصيب القوة حتى يصيبهما الضعف...

      أخي الكريم بالله عليك، أخبرني أيربي الرجل كلبا فيقي له؟ ويحسن إلى الحمار فلا يرفسه؟ ويلقي لقمة إلى قط فيعرفه من بعد فلا يعضه؟  ويفني الأبوان نفسيهما، ويبذلان للولد روحيهما، فيعرض عنهما، أو يعدو عليهما.

      والله إنني أرى أن المجتمع قد ظلم إن لم يعتبر إساءة الولد إلي الأبوين أكبر جريمة في الدنيا، والآخرة، بل أقول: ليس على ظهر الأرض مجرم أشد لؤما، وأخس نفسا، وأولى بالمهانة، وأبعد عن الإنسانية وأحق بلعنة الله والناس من ولد يسيء إلى أمه أو يغضب أباه!

 

أ.د.خليل أحمد


مجموع المواد : 506
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2024

التعليقات

يجب أن تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب

يستغرق التسجيل بضع ثوان فقط

سجل حسابا جديدا

تسجيل الدخول

تملك حسابا مسجّلا بالفعل؟

سجل دخولك الآن
وسوم متعلقة
  • #أم
  • #بر الوالدين
  • اكتب معنا


    يمكننا نشر مقالك على شبكة المدارس الإسلامية، دعنا نجرب!

    أرسل من هنا

    المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
    الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
    شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2024