هل فشلت في الكتابة؟ هل تم رفض مقالك؟ هيا نتعرف على الأسباب

لا شك أن كل واحد منا لديه موهبة تميزه عن غيره، فهناك من يحب الرسم، ويحلم أن يكون رساما عالميا، وهناك من يحب الكتابة والتأليف، ويحلم أن يكون كاتبا عالميا، بارعا، وهناك من يحلم أن يكون مدرسا مثاليا....  رغم تعدد المواهب فالحكم واحد في النهاية، وهو ...

لا شك أن كل واحد منا لديه موهبة تميزه عن غيره، فهناك من يحب الرسم، ويحلم أن يكون رساما عالميا، وهناك من يحب الكتابة والتأليف، ويحلم أن يكون كاتبا عالميا، بارعا، وهناك من يحلم أن يكون مدرسا مثاليا....  رغم تعدد المواهب فالحكم واحد في النهاية، وهو أن  كل شخص يحلم أن تخرج موهبته للعالم، فيسمعهم ما لديه، فيفيد ويستفيد، وإن هذا الأمر ليس  صعبا، وليس سهلا كذلك، فعليه السعي وراء حلمه وبذل ما وسعه  من جهد لتحقيقه.

ولا شك أن كل كاتب جديد يريد نقل أفكاره ومشاعره من خلال كلماته إلى العالم، لكن لا ننسى أن نقل الأفكار والمشاعر فن عظيم في حد ذاته، وكما أن للفنون الأخرى قواعد وضوابط لتعلمها ولممارستها، كذاك لهذا الفن قواعد وضوابط تساعد على الإتقان والتمهر، فالكاتب عند ما يريد تعلم هذا الفن يحتاج إلى:

(1) دليل يدله على خطوات مستقيمة.
(2) وأيضا يحتاج إلى كثرة الممارسة في هذا الفن حتى يبني مستقبله مشرقا.

 

أسباب الفشل في الكتابة

فهيا بنا نلق نظرة أسباب فشل الكتابة، ثم البحث عن حلول مناسبة لتفاديها واحدة فواحدة:

 

أولا: عدم مراجعة المقالة جيدا، والاعتماد على الكتابة الأولى:

 إن الكاتب الجديد يحاول خلال كتابته إكمالها في غضون ساعة أو ساعتين، ثم يرسل مقالته إلى إحدى الجرائد لنشرها، فإن لم تنشر مقالته يتهم مباشرة مدير الجريدة بعدم نشرها دون أن يرجع إلى نفسه، ظنا أن كتابته صحيحة مئة في المائة، فهذا أيضا سبب من أسباب ضعف الكتابة وعدم القبول.

وفي بعض الأحيان مقالته لا تخلو عن الأخطاء النحوية والصرفية والإملائية واللغوية، فهذا يكون سببا لعدم نشرها في الجريدة، فيجدر به  تهذيب كتابته من الزوائد والأخطاء أيا كانت، سواء كان الخطأ نحويا أو صرفيا أو لغويا أو إملائيا، حتى يكون كتابته مهذبا وصالحا لنشرها.

 

ثانيا: تبعثر الأفكار والخلل في تنسيق معنى المقال

 لا غرو  أن الكاتب الجديد لشدة حرصه في تحقيق حلمه يسارع في تدوين أفكاره ومشاعره  فيكملها مبعثرة غير منسقة، ويجمع جميع أفكاره في مكان واحد، فمثل هذه الكتابة أيضا تخل في فهم الموضوع، وتترك فجوة بينها وبين فهم القراء.

فلا بد للكاتب الجديد إزالة تلك الفجوة، والتدوين المنسق للأفكار، حتى يسهل على القارئ فهم مبتغاه ومشاعره.

 

ثالثا: تبعثر الألفاظ وتفكك الفقرات والعبارات

إن المقالة عادة لا تخلو عن ترابط بين الكلمات والعبارات والفقرات، حتى في بعض الأحيان لن تجد نقطة بدايتها ونقطة نهايتها،  رغم ذلك فإن الكتابة لا تستقيم إلا بربط وثيق بين الكلمات والعبارات والفقرات، فالكاتب يحتاج إلى دراية كاملة وتركيز تام عند كتابته، فهو كالبناء في التركيز على عمله، فكما أن البناء عند ما يبني بيتا فيركز على وضع اللبنة على مكانها حتى لايعوج الجدار، ولايحدث خلل بين الجدران، كذاك على الكاتب أن يحتاط في وضع الكلمات على المكان المناسب، واستعمال الأساليب المناسبة في أماكنها، وهذا يتطلب منه أن يكون بكامل الوعي عند الكتابة.

 

رابعا : الخطأ في اختيار الموضوع

لا شك أن  هناك مرحلة من المراحل يمر بها كل كاتب، ألا وهو اختيار الموضوع، وتحديده، فإن الكاتب الجديد يختار موضوعا مطلقا ويبدأ كتابته دون أن يحصل على  معلومات تامة حوله، وهذا التصرف يجعل كتابته ضعيفا، بل لابد قبل أخذ القلم تحديد موضوع شيق ومفيد في آن واحد، حتى يجذب أكبر عدد من القراء، وليس من الضروري أن تكون لديه خلفية كاملة عن هذا الموضوع، لكن بعد اختياره موضوعا ما، يمكنه البحث فيه ومعرفة ما يريد، على أن لا تكون الفكرة مكررة، لكي ينجذب إليها القارئ ، ويتسلل إليها دون ملل.

 

خامسا: عدم الإعداد الجيد للموضوع المختار، وافتقار المقال إلى ثراء علمي:

إن الكاتب الجديد بعد تحديده موضوعا، يبدأ كتابته بمجرد تحديد الموضوع، فهذا أيضا خطأ، بل يجب عليه أن لا يبدأ كتابته بمجرد اختيار الموضوع، حتى لو كان كاتبا بارعا، فضلا عن الكاتب المبتدئ،  فالخبرة مازالت تنقصه فليقرأ عن الفكرة التي اختارها وكذا ينبغي أن يبحث عن المعلومات المميزة والعلمية التي قد يحتاجها أثناء الكتابة، فكل هذا سيعطيه فكرة مجملة عن شكل وأسلوب ما سيكتبه، وسيساعده على رفع مستوى مقالته وتحسين مضمونها .

سادسا : لا تكتب وأنت مرهق / حدد وقتا يوميا للكتابة

 إن كل واحد ينشغل بأمور الدنيا فيكون مرهقا، فحينئذ يجب تأجيل كتابته ليوم آخر، فتتأجل كتابته إلى أيام عديدة، فيتقاعس الكاتب في إكماله، فلذا للكاتب أن يحدد الوقت للكتابة، ثم يكتب يوميا حسب الجدول اليومي، فهكذا يتمكن من إكماله.

 

سابعا : لا تركز على التنسيق والمراجعة أثناء تدوين المقال وكتابة الأفكار:

  لا يخفى على أحد أن الكاتب الجديد دائما يكون في محاولة تدوين أفكاره المتدفقة في عقله، وتنسيقها في آن واحد، فهذا أيضا يخل في كتابته ويضعفها، بل يجدر به تدوين الأفكار المتدفقة في عقله دون توقف، ويكتب كل ما يخطر في باله، سواء كان مرتبا أو لا، ويدع فكرة التنسيق لوقت لاحق، لأن كل ما يريده الآن هو الحصول على أكبر قدر من الأفكار المكتوبة، وأيضا لا ينبغي تكرار مراجعتها في كل مرة بعد الانتهاء، حتى لا تتشتت أفكاره، بل يستمر بالكتابة حتى ينهيها تماما، ثم يمكنه صناعة مسودة أولية قبل وضعه النسخة النهائية الجاهزة.

 

النقطة الأخيرة والمهمة: اختر اسما شيقا ومناسبا للمقالة:

وأخير يختار اسما مناسبا لمقالته، ويجب أن يكون الاسم معبرا عن محتواه وفي نفس الوقت جذابا شيقا حتى يجذب القراء لقراءته .

 

أ.د.خليل أحمد


مجموع المواد : 506
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2024

التعليقات

يجب أن تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب

يستغرق التسجيل بضع ثوان فقط

سجل حسابا جديدا

تسجيل الدخول

تملك حسابا مسجّلا بالفعل؟

سجل دخولك الآن
المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2024